شهدت مدينة مليلية المحتلة حادثة جديدة تعكس تصاعد الخطاب العنصري، بعدما تعرض مسجد “الحبوس” المعروف بـ”مسجد تيسوريو” لكتابة شعارات عدائية، على جدرانه، تدعو إلى طرد المغاربة وتؤكد على “إسبانية” المكان، قبل أن يتم إزالتها لاحقا.
وأفادت مصادر إعلامية إسبانية أن الحادثة خلفت حالة من القلق في أوساط مسلمي ومغاربة المدينة المحتلة، لاسيما أنها تأتي في سياق يتسم بتنامي الخطاب العدائي الذي يتبناه حزب “فوكس” اليميني المتطرف المعروف بمواقفه المناهضة للمغرب والمهاجرين.
وترى المصادر ذاتها أن المناخ السياسي المشحون أسهم في إذكاء التوتر وتغذية ممارسات تتسم بالتحريض والكراهية، ما يهدد السلم المجتمعي داخل المدينة.
ويأتي هذا التطور بعد أسابيع قليلة من تداول أنباء حول مشروع مغربي لإعادة تأهيل المسجد وتحويله إلى مركز إسلامي كبير باستثمار يناهز ثمانية ملايين يورو، يشمل هدم البنية الداخلية للمسجد والإبقاء على جدرانه الخارجية المصنفة ضمن التراث التاريخي.
وقد اعتُبر هذا المشروع سببا إضافيا لتأجيج النقاش المحلي وإثارة الجدل، مما فتح المجال أمام تنامي الأصوات المعارضة والمتطرفة.
ويرى مراقبون أن تكرار هذه الحوادث العنصرية يمثل مؤشرا مقلقا على صعود نزعات الكراهية داخل مليلية المحتلة، مطالبين السلطات الإسبانية بتحمل مسؤولياتها في حماية أماكن العبادة وضمان التعايش السلمي، خاصة أمام تنامي خطاب اليمين المتطرف الذي يوظف الدين والهوية لأغراض سياسية ضيقة.
الجسور جرأة، مصداقية، مواطنة