الرئيسية / مجتمع / جرسيف.. الدعم الاجتماعي رافعة لتعزيز فرص النجاح أمام تلاميذ الوسط القروي

جرسيف.. الدعم الاجتماعي رافعة لتعزيز فرص النجاح أمام تلاميذ الوسط القروي

و م ع – MAP/ يشكل الدعم الاجتماعي، وخاصة مؤسسات الإيواء الداخلي، ركيزة أساسية لمساعدة تلاميذ العالم القروي على متابعة دراستهم في ظروف جيدة.

في إقليم جرسيف، أبانت هذه الآليات عن فعاليتها في الحد من الهدر المدرسي، وتعزيز فرص النجاح أمام فئات واسعة من المتعلمين الذين كانوا يجدون صعوبة في الاستمرار بسبب بعد المسافة أو ضعف الإمكانيات.

الداخليات، بمختلف مستوياتها، أصبحت اليوم فضاء يجمع بين الإيواء والإطعام والتأطير التربوي والاجتماعي. هذه البنيات لا تقتصر فقط على تخفيف أعباء التنقل والإيواء عن الأسر، بل تمنح للتلميذ بيئة محفزة، آمنة، وملائمة للتعلم؛ مما يساهم في تحسين تحصيله الدراسي وتنمية شخصيته.

من أبرز النماذج التي يمكن التوقف عندها داخلية الصباب التابعة للثانوية الإعدادية الإمام مالك. هذه المؤسسة أنجزت في إطار برنامج تقليص الفوارق الاجتماعية والمجالية بغلاف مالي فاق 6,32 مليون درهم، وعلى مساحة تناهز 872 مترا مربعا، بطاقة استيعابية تصل إلى 120 سريرا.

وبفضل مرافقها المتنوعة من جناحين للذكور والإناث، ومطعم، وقاعة متعددة الخدمات، ومطبخ، وإدارة، وفضاءات خضراء، استطاعت منذ افتتاحها بداية الموسم الدراسي الماضي أن تحدث فرقا ملموسا في مسار مئات التلاميذ.

مدير الثانوية، عبد القادر أفشتال، أوضح أن داخلية الصباب تقدم خدمات الإيواء الكامل لفائدة 120 تلميذة وتلميذا، مع توفير وجبتي الإفطار والغداء، فيما يستفيد نحو 80 آخرين من خدمات الإطعام فقط.

وأضاف، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذه البنية التربوية ساعدت على تجاوز صعوبات كثيرة، خاصة بالنسبة للفتيات اللواتي كن مهددات بالانقطاع عن الدراسة، مشيرا إلى أن الطلب المتزايد على هذه المؤسسة يعكس نجاحها في تحقيق أهدافها.

حليمة، تلميذة من دوار بوملزة الذي يبعد 12 كيلومترا عن مؤسستها التعليمية، أشارت إلى أن داخلية الصباب وفرت لها فضاء آمنا ونظيفا ومجهزا، ساعدها على متابعة دراستها بانتظام.

تقول حليمة إن المؤسسة لا تقتصر على الإيواء والتغذية المتوازنة، بل تتيح أيضا أنشطة موازية كمسابقات القراءة والمعارض التراثية والدعم التربوي، وهو ما ساهم في تنمية شخصيتها ومنحها ثقة أكبر في نفسها وفي مسارها الدراسي.

هذه التجربة تعكس بوضوح أهمية برامج الدعم الاجتماعي في تقليص الفوارق المجالية والاجتماعية، وضمان تكافؤ الفرص بين مختلف أبناء الإقليم، بما يرسخ دور المدرسة كرافعة للتنمية والتأهيل.

المدير الإقليمي لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بجرسيف، عبد العزيز إنسي، أبرز، في هذا الصدد، أن عدد المستفيدين من خدمات الداخليات على مستوى الإقليم بلغ حوالي 3000 تلميذا وتلميذة خلال الموسم الحالي، من بينهم 2200 يستفيدون من الإيواء الكامل، و800 من وجبة الغداء فقط.

كما أشار إلى توزيع 835 منحة جديدة على 17 داخلية، تضم مدارس جماعاتية وثانويات إعدادية وتأهيلية، إلى جانب دور الطالب والطالبة.

وأكد أن هذه الجهود تندرج في إطار تنزيل خارطة الطريق 2022–2026، الرامية إلى إلزامية التعليم والقضاء على الهدر المدرسي، مبرزا أن النقل المدرسي يواكب هذه الجهود، حيث يستفيد منه حوالي 7700 تلميذ عبر 106 حافلات تسيرها الجمعية الإقليمية شباب المستقبل بمختلف الجماعات القروية.

هكذا يتأكد أن الدعم الاجتماعي ليس مجرد خدمات موازية، بل هو استثمار مباشر في مستقبل الأجيال. فمن خلال تأمين شروط التعلم المنصف والدامج، تتعزز مكانة المدرسة في تكوين مواطن الغد القادر على المساهمة في التنمية وبناء مغرب متجدد.

عن إدارة الموقع

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *