الجسور جرأة، مصداقية، مواطنة
في يوم عادي، لكنه حمل في طياته معاني كبيرة، قام والي جهة الشرق، السيد امحمد عطفاوي، صباح اليوم الثلاثاء، بزيارة غير معلنة إلى متاحف متحف لالة مريم، ودار السبتي، دخل بمفرده، دون حراسة أو موكب رسمي، في مشهد بسيط لكنه عميق الدلالة.
تجول الوالي بين أروقة المتحف وجنبات الحديقة بكل هدوء، يتأمل الأرجاء ويتفقد المكان بعين الزائر العادي، قبل ان تكون عين المسؤول. لم يُحدث ضجة، ولم يطلب اهتمامًا خاصًا، بل كان يتنقل بخطى واثقة، يلاحظ التفاصيل، يتوقف هنا وهناك، وكأنه يبعث برسالة طمأنة للجميع: “كل شيء على ما يرام”.
لم يكتفِ بذلك، بل دخل المقهى المتواجد بالحديقة، وتواصل مع العاملين وحراس الحديقة، في تصرف بسيط يعكس قربه من المواطنين وتواضعه في التعامل، حتى القائمين على المكان لم يصدقوا في البداية أنه الوالي، إلى أن كشف عن هويته، وعرض تقديم المساعدة ان تطلب الأمر ذلك.
هذه الزيارة، رغم بساطتها، تحمل في طياتها الكثير. إنها درس في التواضع، ورسالة قوية في التواصل المباشر مع المواطنين دون حواجز أو بروتوكولات، وهي دعوة ضمنية لكل من يتحمل مسؤولية عمومية أن يكون قريبًا من الناس، أن يراهم ويسمعهم، لا من خلف المكاتب، بل من قلب الميدان.
