محمد العشوري.
يشكل إدريس فليتي، أحد الأسماء البارزة في رياضة الملاكمة الوطنية، نموذجا للرياضي الذي جمع بين الممارسة الاحترافية والتحكيم والتفاني في خدمة الوطن، سواء داخل الحلبة أو في سلك الأمن، في مسيرة حافلة بالعطاء والتتويجات.
وُلد فليتي سنة 1961 بمدينة وجدة، حيث بدأ مسيرته الرياضية في صفوف مولودية وجدة للملاكمة، ليحقق أربع بطولات وطنية، ويمثل المغرب في عدة ملتقيات دولية، تُوج خلالها بميداليات ذهبية وفضية ونحاسية، كان أبرزها ذهبية في دوري بالجزائر، وفضية بالألعاب العربية بالدار البيضاء واخرى بملتقى بلغاريا، وبرونزية البطولة العربية.
بالتوازي مع مشواره الرياضي، تابع فليتي دراسته، وتمكن من الحصول على شهادة البكالوريا في السنة نفسها التي واجه فيها بطلا عالميا بألمانيا ضمن دوري دولي، قبل أن يلتحق بالجامعة ومن بعدها بسلك الأمن، حيث خدم وطنه لمدة 36 سنة، شغل خلالها عدة مناصب، كان آخرها رئيسا لمصلحة بطائق التعريف الوطنية بولاية أمن وجدة، بعد ان اشرف على مختلف المراكز بجهة الشرق، وساهم في تحقيق انجازات مهمة فب هذا الاطار، وبصم على تجربة متميزة، شهد له خلالها بالكفاءة والمهنية العالية، كما حصل على عدة شواهد تنويهية.
بعد مسيرته كلاعب، انتقل فليتي إلى التدريب، حيث أشرف على تأطير عدد من الأندية بمدينة وجدة، وأسهم في تكوين جيل جديد من الأبطال، قبل أن يتوجه إلى مجال التحكيم، الذي أصبح فيه من الأسماء الوازنة، إذ حصل على صفة حكم دولي من الدرجة الثالثة (3 نجوم)، ومثل المغرب في العديد من البطولات الدولية، من بينها بطولتا العالم بإسبانيا وتركيا.
ويتميز فليتي بشخصية هادئة، مستمدة من سنوات طويلة قضاها في الحلبة، سواء كلاعب أو كحكم، حيث يتطلب التحكيم تركيزا عاليا ودقة في اتخاذ القرار، وهو ما أكسبه احتراما كبيرا داخل الأوساط الرياضية والمهنية على حد سواء.