شهدت مختلف جهات المملكة خلال الأسابيع الأخيرة تساقطات مطرية أعادت الأمل إلى مهنيي قطاع الزيتون والمستهلكين على حد سواء، بعدما ساهمت في تحسين مردودية جني الزيتون ورفع جودة الإنتاج بشكل ملحوظ، مما يؤشر على موسم واعد قد ينعكس إيجاباً على أسعار زيت الزيتون خلال سنة 2025.
وأكد مهنيون في القطاع أن معدل استخراج الزيت سجّل ارتفاعاً مهماً، حيث تراوح ما بين 15 و18 لتراً للقنطار، مستفيداً من تحسن الظروف المناخية مقارنة مع المواسم الماضية. هذا التحسن، وفق تجار الزيت، من شأنه تعزيز وفرة العرض داخل الأسواق الوطنية ودفع الأسعار إلى التراجع تدريجياً نحو مستويات تتراوح بين 40 و50 درهماً للتر بعد أن تجاوزت سقف 70 درهماً الموسم الفارط.
وفي الوقت الذي تبشر فيه المؤشرات الحالية بمرحلة أكثر استقراراً للسوق، يظل المستهلك مطالباً باعتماد الحيطة والتأكد من جودة الزيت المعروضة، بالنظر إلى اختلاف طرق الاستخلاص والتخزين بين مناطق الإنتاج، الأمر الذي ينعكس مباشرة على نقاء وجودة المنتوج النهائي.
ويرى الفاعلون في الميدان أن التساقطات الأخيرة قد تشكل نقطة تحول في دينامية سلسلة إنتاج الزيتون، باعتبارها فرصة لإنعاش السوق وتحسين القدرة الشرائية للمواطنين، إلى جانب تعزيز الثقة في جودة الزيت المغربي الذي يشكل إحدى الركائز الأساسية للقطاع الفلاحي الوطني.
ويأمل المهنيون أن يواصل الموسم تطوره الإيجابي بما يضمن وفرة الإنتاج واستقرار الأسعار، ويتيح للمستهلكين الحصول على زيت زيتون ذات جودة عالية وبأسعار مناسبة، في سياق وطني يسعى إلى تعزيز الأمن الغذائي وتثمين المنتجات الفلاحية المحلية.
الجسور جرأة، مصداقية، مواطنة