اختتمت يوم الأحد 30 نونبر المنصرم، بمدينة السعيدية أشغال الملتقى الجهوي الثالث للشبيبة الاشتراكية بجهة الشرق، الذي امتد لأربعة أيام تحت شعار: «أي مكانة للشباب في السياسات العمومية.. جهة الشرق نموذجاً».
وقد عرف الملتقى مشاركة واسعة لفاعلين مؤسساتيين وجمعويين وخبراء وباحثين وممثلين عن الهيئات المنتخبة، إلى جانب حضور مكثف للشباب من مختلف أقاليم الجهة، مما جعل منه محطة جهوية بارزة للحوار حول قضايا الشباب وانشغالاتهم.
وجاء تنظيم هذا الموعد في سياق الاستعداد للمؤتمر الوطني التاسع للمنظمة، وفي إطار تعزيز آليات التشاور والنقاش العمومي حول السياسات الموجهة للشباب، واستحضار دورهم الحيوي في التنمية الجهوية.
وشكل الحدث مناسبة لتقييم موقع الشباب داخل السياسات العمومية الوطنية والجهوية والمحلية، خاصة في ظل واقع اجتماعي واقتصادي تعرفه الجهة الشرقية ويتطلب مقاربات أكثر فعالية وجرأة.
وفي ختام الأشغال، أشادت الشبيبة الاشتراكية بالقرار الأممي 2797/2025، معتبرة أنه يشكل مرجعية دولية جديدة داعمة لمقترح الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، مؤكدة في الوقت ذاته دعمها الثابت للوحدة الترابية.
وأعربت الشبيبة الاشتراكية عن قلقها من استمرار معدلات البطالة المرتفعة في صفوف شباب الجهة، في ظل غياب حلول واقعية لإدماجهم اجتماعياً واقتصادياً، وضعف جاذبية الاستثمار وغياب رؤية جهوية قادرة على خلق فرص الشغل وتحريك عجلة الاقتصاد المحلي.
كما نبهت إلى الوضع المقلق الذي يعيشه قطاع التعليم، حيث ما تزال مؤسسات عديدة تعاني من الاكتظاظ ونقص الأطر وضعف البنيات التحتية وانعدام العدالة المجالية بين القرى والمدن، معتبرة أن ذلك يمس حق الشباب في تعليم عمومي جيد ومنصف. وجددت رفضها لمحاولات خوصصة الجامعة العمومية، مؤكدة أن مجانية التعليم واستقلاليته ركيزة أساسية لضمان تكافؤ الفرص وبناء مجتمع المعرفة، مع الدعوة إلى الارتقاء بالبحث العلمي ومحاربة كل أشكال الفساد والزبونية داخل الجامعة.
كما عبرت المنظمة عن استيائها من الوضعية التي يعيشها قطاع الصحة بالجهة، في ظل الخصاص الكبير في الموارد البشرية والتجهيزات الطبية، والصعوبات التي تواجه الساكنة في الولوج إلى الخدمات الصحية الأساسية، معتبرة أن هذا الوضع يزيد من هشاشة الفئات الشابة. وفي السياق نفسه، نبهت إلى استمرار الضغوط المسلطة على الإعلام الوطني، ودعت إلى ضمان استقلالية الصحافة وتحصينها من كل أشكال النفوذ، معتبرة أن ما شهدته الساحة الإعلامية مؤخراً يستدعي إصلاحاً عميقاً يعيد الثقة لهذا القطاع الحيوي.
وجددت الشبيبة الاشتراكية موقفها الداعي إلى إطلاق سراح معتقلي الرأي وتعزيز حرية التعبير باعتبارها أساساً لبناء دولة ديمقراطية حديثة. كما دعت الحكومة والجهات المنتخبة إلى تحمل مسؤولياتها في وضع قضايا الشباب ضمن أولوياتها من خلال سياسات عمومية فعالة وقادرة على رفع التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تعرفها الجهة.
وخلص الملتقى إلى مجموعة من التوصيات التي تهم توسيع مشاركة الشباب في بلورة وتقييم السياسات العمومية، وإحداث فضاءات قارة للحوار والتشاور، وتقوية قدراتهم في القيادة وريادة المشاريع، ودعم الجمعيات والشبيبات الحزبية لأداء أدوارها التأطيرية، مع الدعوة إلى إطلاق برامج جهوية جديدة تعزز إدماج الشباب اجتماعياً واقتصادياً.
وأكد المشاركون والمشاركات في ختام الملتقى على ضرورة مواصلة العمل المشترك من أجل بناء سياسات أكثر شمولاً وفعالية، تستثمر قدرات الشباب وتستجيب لتطلعاتهم، معتبرين أن جهة الشرق تتوفر على كل المؤهلات لتكون نموذجاً وطنياً في هذا المجال.
كما جددت المنظمة التزامها بمواصلة العمل الميداني دفاعاً عن العدالة الاجتماعية والديمقراطية وحقوق الشباب وجامعة عمومية قوية وصحافة مستقلة، مؤكدة استمرارها في القيام بأدوارها داخل المجتمع.

الجسور جرأة، مصداقية، مواطنة
