اختُتمت، مساء الثلاثاء، بمقر باشوية جرسيف، أشغال اللقاءات التشاورية المتعلقة بالجيل الجديد من برامج التنمية الترابية المندمجة، بعد يومين من النقاشات المفتوحة التي شارك فيها ممثلون منتخبون وفعاليات من المجتمع المدني وممثلو المصالح الإدارية المعنية، تحت رئاسة باشا المدينة. وشكّلت هذه اللقاءات مناسبة لاستعراض تشخيص أولي لحاجيات الساكنة ورهانات التنمية المحلية خلال السنوات المقبلة.
وانكب المشاركون، على مدى يومي الاثنين والثلاثاء، على تبادل وجهات النظر وتقديم مقترحات عملية تستجيب لأولويات الساكنة، وفق مقاربة تشاركية تروم تعزيز الفعالية والانسجام في بلورة الجيل الجديد من البرامج التنموية. وركزت النقاشات على قضايا مرتبطة بتحسين الخدمات الأساسية، وتجويد البنيات التحتية، ودعم الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية بالجماعة.
وأبرز باشا مدينة جرسيف، في كلمة خلال الجلسة الختامية، أهمية هذه المحطة التشاورية في تكريس منهجية تشاركية تنفتح على مختلف المكونات المحلية، مؤكدا أن إشراك المنتخبين والنسيج الجمعوي والمصالح الإدارية يشكل رافعة أساسية لإعداد برامج تنموية ناجعة وواقعية. وشدد على ضرورة بلورة رؤية موحدة تراعي مؤهلات الجماعة وإمكاناتها، وتستجيب لتطلعات الساكنة.
وعبر عدد من المتدخلين عن أهمية هذه اللقاءات التي أتاحت فضاءً لتقاسم التجارب وتحديد الإشكالات التنموية المطروحة، مؤكدين ضرورة اعتماد آليات مبتكرة لتتبع تنفيذ البرامج المستقبلية بما يضمن نجاعة التدخلات ووقعها على حياة المواطنين. كما سجل المشاركون الحاجة إلى تعزيز التنسيق بين مختلف الفاعلين لضمان الانسجام في التخطيط والإنجاز.
واختتمت الأشغال برفع مجموعة من التوصيات الرامية إلى دعم التنمية المندمجة بجماعة جرسيف، من خلال تحديد أولويات التدخل، وتعبئة الموارد اللازمة، واعتماد مقاربة تتقاطع فيها البعد الاجتماعي والاقتصادي والمجالي. وتُعد هذه اللقاءات التشاورية مرحلة أساسية ضمن مسلسل إعداد الجيل الجديد من البرامج التنموية، التي تعول عليها الجماعة لتحسين جاذبيتها والاستجابة لانتظارات ساكنتها.


الجسور جرأة، مصداقية، مواطنة