انطلقت، أمس الثلاثاء بمدينة قلعة مكونة، فعاليات الدورة الستين للمعرض الدولي للورد العطري بالمغرب، المنظمة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، بمشاركة واسعة لمهنيي القطاع ومختلف الفاعلين في سلسلة الورد العطري.
وترأس وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، أحمد البواري، حفل افتتاح هذا الحدث الذي ينظم تحت شعار “سلسلة الورد العطري: رافعة للتنمية المستدامة في ظل استراتيجية الجيل الأخضر”، ويستمر إلى غاية 8 ماي الجاري.
ويشكل المعرض مناسبة لإبراز الأهمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية لسلسلة الورد العطري، ودورها الحيوي في النهوض بالمناطق الواحية وتحقيق تنمية ترابية مستدامة ومندمجة. وقد عرف المعرض إقامة أزيد من 100 رواق يضم فضاءات مخصصة للمؤسسات والمنتجات المجالية وسلسلة الورد العطري والصناعة الغذائية.
وفي تصريح للصحافة، أكد السيد البواري أن هذا المعرض يعكس الجهود المبذولة للنهوض بسلسلة الورد العطري، مشيدا بدور النساء في الحفاظ على هذه الثقافة من خلال مهاراتهن في تقنيات الجني والتقطير.
وشكلت زيارة الوزير والوفد المرافق له لمختلف أروقة المعرض مناسبة للاطلاع على الدينامية التي يعرفها القطاع، كما تم بالمناسبة تسليم جوائز لأفضل الضيعات ووحدات التثمين بواحات أمكون ودادس، اعترافا بمساهمتها في تطوير هذه السلسلة والمحافظة عليها.
وتوجت فعاليات اليوم الأول بتوقيع خمس اتفاقيات شراكة تهم إنجاز مشاريع للفلاحة التضامنية ترتكز على تكثيف أنظمة الإنتاج الزراعي وتعزيز التشغيل الذاتي بدائرة النيف، إضافة إلى مشاريع تستهدف تربية المواشي وإعادة تكوين القطيع بمجموعة من الجماعات الترابية، وتنمية مجال الورد العطري بحوض مكون ودادس.
كما تم توقيع اتفاقية إطار لتمويل وإنجاز برنامج لحماية الواحات والتثمين الترابي بإقليم تنغير للفترة 2025-2027، يهدف إلى تحسين ظروف عيش الساكنة المحلية وتعزيز جهود حماية المجال البيئي من الحرائق والفيضانات والضغط المناخي.
وشهد حفل الافتتاح حضور عامل إقليم تنغير إسماعيل هيكل، ورئيس مجلس جهة درعة تافيلالت هرو أبرو، إلى جانب عدد من المنتخبين وشخصيات مدنية وعسكرية، ما يعكس أهمية هذا الحدث على المستوى الجهوي والوطني.
ومن المرتقب أن يستقطب المعرض أزيد من 100 ألف زائر من داخل وخارج المغرب، من بينهم مهنيون ومستثمرون وباحثون، للاطلاع على تطورات سلسلة الورد العطري والفرص التي تتيحها في إطار استراتيجية “الجيل الأخضر 2020-2030”.
وتشكل هذه الدورة محطة لتثمين الإنجازات المحققة في مجالات تثمين المنتجات، تشجيع ريادة الأعمال لدى الشباب والنساء، وتعزيز صمود الفلاحة المحلية في مواجهة التغيرات المناخية وندرة الموارد المائية، كما تتخللها ندوات علمية وموائد مستديرة تسلط الضوء على الابتكار وتطوير السلسلة والعدالة المجالية والاقتصاد التضامني.