جميلة العراك
انطلقت، صباح اليوم الخميس 08 ماي الجاري، فعاليات مهرجان “أهل الخيل الشهب” للسياحة والمحافظة على التراث بمدينة آسا، احتفاء بالذكرى الثانية والعشرين لميلاد صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن، وذلك وسط أجواء احتفالية متميزة وحضور جماهيري غفير من ساكنة المنطقة وزوارها.
ويُعنى هذا الموعد الثقافي الهام، الذي تحتضنه مدينة آسا، بإبراز التراث المحلي الغني للمنطقة والترويج لمؤهلاتها السياحية، في إطار رؤية شمولية تروم تثمين الهوية الثقافية الصحراوية وتعزيز الدينامية التنموية المحلية.
وقد شهد اليوم الأول من المهرجان تنظيم حفل افتتاح رسمي ترأسه عامل إقليم آسا الزاك، بحضور رؤساء المجالس المنتخبة وشخصيات مدنية وعسكرية، إلى جانب وفود تمثل مختلف القبائل الصحراوية، ما أضفى على المناسبة طابعا تقليديا يعكس روح التآخي والاعتزاز بالانتماء الثقافي المشترك.
وتخللت فعاليات الافتتاح عروض فنية متنوعة أبدعت في تقديمها فرق موسيقية محلية وجهوية، جسدت من خلال لوحاتها الفلكلورية غنى وتنوع الموروث الثقافي الصحراوي، فيما تفاعل الحضور بحماس كبير مع الإيقاعات والأهازيج التراثية في أجواء زينتها الأعلام والأزياء التقليدية.
وتُميز دورة هذه السنة بمشاركة الجمهورية الإسلامية الموريتانية كضيف شرف، في تجسيد لعمق أواصر الأخوة والتاريخ المشترك بين الشعبين المغربي والموريتاني، وهو ما يمنح المهرجان بعدا مغاربيا يعزز أدواره التفاعلية والانفتاحية.
ويهدف مهرجان “أهل الخيل الشهب”، الذي بات موعدا سنويا قارّا، إلى تعزيز الوعي بأهمية الحفاظ على التراث الثقافي، وتشجيع السياحة الداخلية، وخلق فضاء للتبادل الثقافي والاجتماعي بين مكونات المجتمع الصحراوي.
كما يشكل هذا الحدث مناسبة لإبراز الطاقات الإبداعية المحلية، خاصة في مجالات الفنون، الحرف التقليدية، وفروسية الهجن، بما يعزز إشعاع التراث الصحراوي ويمنحه آفاقا جديدة للتثمين والتسويق الترابي.
ومن المرتقب أن يتواصل برنامج المهرجان بتنظيم أنشطة ثقافية متعددة، من بينها مسابقات فروسية، معارض للمنتوجات المحلية، وندوات فكرية تتمحور حول التراث والتنمية المستدامة، في انسجام مع الأهداف التنموية للمنطقة.
وأكد عدد من الفاعلين المحليين والمتتبعين أن هذه الدورة تشكل محطة نوعية في مسار ترسيخ مهرجان “أهل الخيل الشهب” كرافعة للتنمية المجالية والمحافظة على الهوية الثقافية الأصيلة بالصحراء المغربية.
ويعكس نجاح هذه التظاهرة الثقافية قدرة المنطقة على احتضان تظاهرات نوعية تعزز جاذبيتها السياحية وتكرس انخراطها الفعلي في الدينامية الوطنية للنهوض بالموروث الثقافي والتنموي المحلي.